لبنان يعيش أزمة سكنية حادة، تزايدت حدتها مع الأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي بدأت في 2019، وأثرت على جميع جوانب الحياة. يبحث الكثير من اللبنانيين عن شقق للسكن، لكن غياب التمويل وتضخم الأسعار يشكلان عقبة كبيرة. سنتناول في هذا المقال تفاصيل هذه الأزمة وأسبابها، إضافة إلى الحلول الممكنة للتغلب عليها.
1. تراجع القدرة الشرائية وتأثيرها على قطاع الإسكان
مع انهيار العملة المحلية وانخفاض القيمة الشرائية للرواتب، أصبحت تكلفة الشقق السكنية تفوق قدرة اللبنانيين العادية. أسعار العقارات التي كانت تعتبر معقولة سابقًا أصبحت الآن بعيدة المنال، خاصة للشباب والعائلات الصغيرة الذين يبحثون عن شقق صغيرة أو منازل بأسعار معقولة.
2. غياب التمويل المصرفي وقروض الإسكان
منذ اندلاع الأزمة الاقتصادية في لبنان، توقفت البنوك عن تقديم القروض السكنية، التي كانت فيما مضى عاملًا رئيسيًا في تسهيل شراء المنازل. غياب قروض الإسكان المدعومة من الدولة ومصرف الإسكان أثر بشكل مباشر على الشباب اللبناني الذي يعتمد على هذه القروض للبدء في مشاريعه السكنية الخاصة.
3. ارتفاع تكلفة مواد البناء واستيرادها
ارتفاع أسعار مواد البناء مثل الإسمنت والحديد، نتيجة للتضخم وانخفاض قيمة العملة المحلية، جعل تكلفة بناء المنازل أو الشقق أعلى بكثير مما كانت عليه سابقًا. الكثير من المشاريع العقارية توقفت، والمشاريع الجديدة أصبحت تعتمد بشكل أكبر على استخدام مواد محلية أو إعادة تدوير مواد البناء لتخفيض التكلفة.
4. حلول مستدامة للأزمة السكنية
بعض الحلول الممكنة للأزمة السكنية في لبنان تتضمن:
- البناء باستخدام مواد محلية صديقة للبيئة: استخدام مواد مثل الطين أو الحجر المحلي يمكن أن يقلل من التكاليف ويوفر بديلاً مستدامًا لمواد البناء التقليدية
- الاعتماد على الطاقة الشمسية: تركيب ألواح شمسية على أسطح المباني الجديدة يوفر بديلًا للكهرباء التقليدية التي تعاني من انقطاعات متكررة في لبنان.
- تطوير السكن الجماعي: يمكن التعاون بين العائلات أو المجموعات الشبابية لبناء مشاريع سكنية مشتركة لتقليل التكاليف والاستفادة من المساحات المشتركة.
الوضع السكني في لبنان يتطلب جهودًا مستدامة وحلولًا مبتكرة لمواجهة الأزمة. الحكومة والمجتمع المدني بحاجة للتعاون لتقديم الدعم اللازم وتوفير الفرص للشباب لتحقيق أحلامهم في امتلاك منازلهم الخاصة.
